amira abdulhalim دكتور ممتاز
Number of posts : 594 Age : 36 الموقع : alex العمل/الترفيه : doc المزاج : I love my lovely baby so much Reputation : 1 Points : 43 Registration date : 2008-10-25
| Subject: الحب في طاعه الله Sun Dec 07, 2008 2:47 pm | |
| لحب في الله من أسمى وأطهر العلاقات التي تكون بين الناس ، فإن الله تعالى لما خلق الناس أجناساً وألواناً ندبهم إلى ( التعارف ) " يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " ، وخلق في الإنسان ( الاحتياج الفطري - النفسي - ) الميل المؤانسة والأنس بمن حوله . ولمّا كان هذا الطبع ربما يغلب على الإنسان فينطلق بلا حدود ، ضبط الله تعالى هذا الطبع وهذا الاحتياج الفطري ( النفسي ) بما يكون سبيلاً للارتقاء في الدنيا والآخرة . فختم الآية السابقة بقوله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " في دلالة على أن الأحق بالصحبة - التي هي منزلة أعلى من منزلة التعارف - هم الأقرب إلى الله . وهنا حتى نعرف ( هل نحن نحب في الله ) أو نحب ( طبعاً ومؤانسةً ومشاكلة ) نسأل أنفسنا : لماذا نحب ؟! وما هو داعي الحب ؟! يقول ابن القيم رحمه الله في كلام له - نفيس - ما مفاده : أن الداعي للمحبة قد يُراد به : - الشعور الذي تتبعه الإرادة والميل ( وهذا الدّاعي قائم في المحب ) . وقد يُراد به : - السبب الذي لأجله وجدت المحبة ( وهذا الدّاعي قائم في المحبوب ) . وكمال الحب وسموّه بكمال مجموع الأمرين والسموّ فيهما . فلو قامت بالمحبوب ( صفة حسّيّة ) من مثل جمال في الصورة أو ظرافة في الخُلق والطّبع أو مؤانسة ومشاكلة ، وقام في المحب ميلٌ ، وشعور بانجذاب نحو من قامت به مثل هذه الصفات ونحوها هنا يحصل ( الحب ) بين الطرفين .. لكن هل يدوم مثل هذا الحب ؟! الجواب : يدوم الحب على قدر دوام ( دواعيه ) فإن كان داعيه مما يضمحلّ فإن الحب يضمحلّ باضمحلال داعيه ، وقد قيل في الأمثال ( من أحبك لشيء ابغضك لفقده ) .! وهنا يتبين الحب الحقيقي في ( وضوح داعيه ) . . فمن قوي في نفسه الشعور بالميل نحو دين الله وما يقرّب إلى الله ، أحب كل من قامت فيه صفة القرب من الله ومحبة الله تعالى . وهذا الحب لا يمكن أن يضمحلّ إذا قويت ( دواعيه ) وحصل مع قيام دواعيه وجود مناسبة وملائمة بين الطرفين .
وميزان الفرق ها هنا يظهر في أمور :
1 - أن تصدق في إجابة نفسك على سؤال : لماذا تحب فلان ؟! فإن كان دينه وخُلقه ، فلماذا هو بالذات ؟! أليس في الناس مثله وأفضل ؟! إنّي لا أنكر أن في علاقة الحب ( الطاهر ) ( الصادق ) نوع ملائمة ومجانسة وموافقة بين الطرفين . وقيام هذه المناسبة يجعل لفلان مزيّة على فلان عند المحب في اختيار هذا المحبوب دون غيره . . وإنما أردت بالسؤال : لماذا هو بالذات ؟! ليساعدنا ذلك في أن نكون أكثر تجرّداً وأقوم صدقاً عند محك هذا السؤال : لماذا أحببنا فلاناً ؟!
2- الإيمان ميزان الحب . أن يزيد حبك للمحبوب كلّما زاد قربة من الله ، وان ينقص حبك له كلّما حصل منه بُعد عن الله . فإن الحب في الله من أعمال القلوب ( يزيد وينقص ) يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . ومن لا يجد في نفسه ( شعوراً وسلوكاً ) بالزيادة والنقص ( في حال القرب والبعد عن الله ) فإن مثل هذا يُخشى أن يكون حبه ( لهواه ) .
3- المناصحة والتناصح وعدم التزيين . فالمؤمن مرآة أخيه ، ومتى ما كانت العلاقة بين الطرفين يغلب عليها التزيّن والتجمّل سواءً في المظهر أو الكلام أو حتى في المشاعر والعواطف بطريقة غير منضبطة ، وعدم التناصح ( والتصحيح ) بينهما . فإن هذه العلاقة هي علاقة ( تعلّق وإعجاب ) . إننا نخلط بين مفهوم ( التغاضي ) ومفهوم ( التناصح ) ! فنظن أن مما يقويّ الحب أن يتغاضى المحب عن أخطاء محبوبه !! وهذا المعنى صحيح فيما لو كان الخطأ وقع من المحبوب في حق المحب ، لكن حين يكون الخطأ في حق الله تعالى فإن الواجب على المحب ليس التغاضي بل النصيحة والتبيين والإرشاد .
4- السرور والأنس والإطمئنان . فأي علاقة بين طرفين تورث همّاً وغماً وخوفاً من الافتراق فإنها علاقة لها حظّ من النفس . لأن الحب في الله لا يورث إلاّ امناً وسروراً واطمئناناً واستمتاعاً بهذه المحبة سواءً رأى المحب محبوبه أو لم يره ، وسواءً تواصل معه أو لم يتواصل . فالحب لا يزيد بالوصل ولا ينقص بالهجر ! وهنا تلفتنا عبارة الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - ( إنّا إذا وثقنا من محبة أخينا فلا علينا أن لا يأتينا ) ! والمقصود : ان لا يكون ( دكتز ) هو المحكّ في زيادة الحب أو نقصانه . المعجبون يتواصلون ( لذات التواصل ) لأنه يشبه لذّة عندهم . . فترى كثرة الاتصال بينهم والتراسل لحاجة أو لغير حاجة ... فقط ليسمع صوته أو تسمع صوتها ، أو يرى صورته أو ترى صورتها . والمحبون يتواصلون ( ليتواصون ) . .
5- عند تعارض هوى المحبوب مع محبوبات الله جل وتعالى . فالمحب حقيقة يخالف هوى محبوبه إلى ما يحب الله ويرضاه ، ولا يوافق محبوبه على منكر أو خطأ و محظور . وهذا ميزان دقيق .
6- أحبب حبيبك هوناً ما ! وهذه قاعدة عظيمة في ضبط ( عاطفة الحب ) . . " أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " . بمعنى أن نحب ونحن نتوقع من المحبوب أنه بشر يخطئ ويصيب ، ويعصي ويطيع . فنوطّن النفس على المسامحة عند الخطأ ، والمناصحة عند الذنب والمعصية والحزم في ذلك . وهذا الأمر ربما يكون سبباً في أن نفقد من أحببناه في يوم من الأيام لدخن في ( عدم صدق المحبوب في محبته ) ، وفي حال صدق الحب بين الطرفين يكون هذا الأمر وسيلة لتقوية الحب . لذلك ( أحبب حبيبك هوناً ما ) !! قد تكون صادقاً في حبّك ( طاهراً ) في علاقتك .. لكن قد لا يكون الطرف الآخر بمثل صدقك وطُهر طويّتك . . والأيام تكشف هذا وذاك . . فإمّا أن ينجرف المحب في ( موج ) محبوبه ، وإمّا أن يقف المحب على عتبة الصّدق يمدّ يده يستنقذ من اليم محبوبه !
7- الغيرة على المحبوب . فالمتعلّق المعجب ، يغار من أن يرى محبوبه يتكلم مع فلان أو فلان أو يُجالس فلاناً ، أو أن يكلمه أحد غيره . والمحب في الله يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فهو لا يكره له حسن علاقته بالناس ولا حسن علاقة الناس به .
تلك سبعة كاملة ( تصنع الفرق ) بين الحب الحقيقي الذي يزيد الإيمان ، و ( وهم الحب ) الذي يزيد الحسرة والقلق بين العشّاق ! اسأل الله العظيم أن يطهر قلوبنا ، وأن يرزقنا العفّة والعفاف . | |
|
esraa_english دكتور ممتاز
Number of posts : 594 Age : 35 العمل/الترفيه : لســــــــــــــــــة طالبــــــــــــــــــة المزاج : أفتخر أنى مسلمة Reputation : 0 Points : 207 Registration date : 2008-11-25
| Subject: Re: الحب في طاعه الله Tue Jan 06, 2009 5:35 pm | |
| | |
|