[center][b]1- يجب أن يكون الطبيب شخصاً مؤهلاً :
يجب أن يكون الطبيب شخصاً مؤهلاً يمارس الطب ويعالج المرضى ،وكان في السابق يطلق على كل من لديه خبرة بالتطبب قال – صلى الله عليه وسلم – : " من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن " ( صحيح الجامع ) .
أما الآن فقد أصبح محصوراً على كل من نال شهادة جامعية تجيز له ممارسة الطب وفق القواعد العلمية المقرة عند أهل هذا العلم ، فلا ينبغي أن يتصدى للطبابة إلا الطبيب المعتبر بحكم الأنظمة والأعراف التي يتعامل بها الناس ، وأن يأذن ولي الأمر بمزاولة المهنة .
2 . الابتعاد عن الشبهات :
يجب أن يبتعد أن يبتعد عن الشبهات ، فلا يشارك في أي نشاط لا يتفق مع شرف المهنة،حتى لا يقف الطبيب موقف الاعتذار، ولا يختلج في نزاهته شك ، ولا يقدح في عرضه إفك ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم - : " فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه "[1]، ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – حينما قال : " كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة أن نقع في الحرام "
لذا فلا ينبغي للطبيب أن يمارس مهنة أخرى تتعارض مع مهنة الطب ، كأن يعمل في الصيدلة إلى جانب عمله كطبيب ، لأن في هذا شبهة أن يصف لمرضاه بعض الأدوية التي تعود بالربح من صيدليته الخاصة دون أن يكون هناك حاجة لوصف هذا الدواء ،فتكون النتيجة أن تتناقل الناس تصرفاته وتضخمها وتزيد عليها ما يسوؤه ويشينه ، حتى يصبح هذا الطبيب سيئ السمعة منهك العرض قبيحا في أعين الناس .
3 . مراعاة حسن الهيئة وتناسب اللباس :
ينبغي على الطبيب مراعاة حسن الهيئة وتناسب اللباس حتى لا يزري به ويسقط مروءته، ولكي لا تتزعزع ثقة المرضى فيه ،فلا يلبس ثوباً تحصل الشهرة فيه بتميّزٍ عن المعتاد بلون أو صفة تفصيل الثوب وشكل له ، أو هيئة في اللبس ، أو مرتفع أو منخفض عن العادة ،فقد أخرج أبو داود في السنن من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " من لبس لباس شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ثم تلهب فيه النار " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " يحرم لبس الشهرة ، وهو ما قصد به الارتفاع وإظهار الترفع ، أو إظهار التواضع والزهد ،لكراهة السلف ذلك "
4 . الصبر :
لا شك في أن مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها ، وكفاها شرفاً وكفى أهلها فخراً أن جعلها الله إحدى معجزات عيسى عليه السلام ،قال تعالى على لسان المسيح :{ وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله } ، فحينما يتعامل الطبيب مع مرضاه ومراجعيه فإنه قد يتعرض إلى العديد من المشكلات أو إلى بعض الكلمات التي تجرح شعوره وربما يتعرض إلى إيذاء شديد ، فينبغي عليه أن يتحلى بالصبر الجميل ، ويحتسب كل ذلك عند الله ، يقول تعالى { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } وقال عز من قائل { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } وصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتُلي على حسب دينه، فما يبرم البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة "
5 . مواكبة ركب العلم :
يجب على الطبيب أن يصل نفسه بركب العلم فيواكب تقدمه ،وأن يكون متابعاً لأحدث ما توصل إليه العلم من حقائق واكتشافات طبية،لكي يكون ناصحاً لمرضاه، فالطبيب مسئوليته عن غيره تجعل وقته ليس خالصاً له ينفقه كيفما شاء ،وعليه أن يقدم لمرضاه أفضل ما توصلت إليه العلوم الطبية من معلومات وطرق علاج .
فإذا أراد الطبيب أن يكسب قلوب مرضاه فعليه بالعلم ، وإن الجهل لا يأتي بخير ، لذا كان يقول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - : " من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح " فالطبيب محتاج إلى قدر كبير من المعلومات كي يستطيع معالجة المرضى وتشخيص حالاتهم ،وربما يضطر الطبيب إلى تناول بعض الحقائق العلمية والأبحاث الطبية أو المستجدات في هذا العلم من أجل حل مشكلة أو إقناع مخالف أو إفحام خصم ،هذا بالإضافة إلى أن المرضى في الغالب لا يثقون ولا يقدرون حق التقدير إلا الطبيب العالم المستبصر بعلوم فنه ، لذا قالت العرب : " ليس شيء أعز من العلم ، الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك " .
6 . الأمانة :
الطبيب المسلم يحمل أمانة الإسلام وأمانة المحافظة على صحة المسلمين ورفع الضرر عنهم ، فيجب عليه الالتزام بخلق هذا الدين وأن يكون ذلك جزءا من طبع الطبيب الذي لا ينفك عنه ،يمارسه بلا تكلف في سره وعلانيته ، مراقبا الله في كل تصرفاته ،فالطبيب المسلم يستطيع الدخول إلى قلوب مرضاه دون أن ينطق بكلمة واحدة ، وذلك عن طريق الصفات الكريمة والأخلاق الحميدة ، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ويقول أيضاً : " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " .
7 . الاستعانة بالله :
يجب على الطبيب أن يطلب العون من الله ،وأن يعلم أن الله لو لم يسهل له اكتساب علم الطب لما اجتمعت عنده ،وأن يبدأ عمله باسم الله وأن يعلم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس ، فيورث في قلب الطبيب تفويضاً إلى الله وطمأنينة وثقة به ، وأن لا يستعين الطبيب فقط بحوله وقوته وعلمه فيكله الله لهم فيعجز ، لأن المسلم لا يستطيع مواجهة الصعاب وحده بل يجب عليه الاستعانة بالله لأن به عبادة لله وتوحيده ، كما أن الطبيب ينزع بالاستعانة بالله شعور العجز من نفسه وصلاح قلبه ونجاح عمله وبركة علاجه .
فعلى الطبيب أن يفزع إلى الله وأن يلجأ إليه وأن ينكسر بين يديه،و كان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كثيرا ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى :" اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني".