وصف اليتيم لأحمد صافي النجفي

أودى الردى بأبيه قبل فطامه

فحسا المذلة في حليب المرضع

مستسلم والرعب يملأ قلبه

إذ لم يجد عند الأذى من مفزع

فتراه يلعب في الزقاق وطالما

من صحبه يمنى بضرب موجع

فيجيء يشكو ضاربيه لأمه

فتجيب شكواه بجاري الأدمع

فيقول أين أبي فتدعو غائبا

فيقول غاب؟ فماله لم يرجع؟

فتظل واجمة وليس تجيبه

إلا بزفرة قلبها المتوجع

ولربما وجد الحنان من امريء

فدعاه انت ابي وكنت مضيعي

أبتاه خذني واشري لي دراجة

أعدو بها عدو النشيط المسرع

واثأر من الأطفال لي واضربهم

وليتقوني إن رأوك أبي معي

ويظل يلثم ركبتيه توسلا

متمسكا في ذيله بتضرع

فيجيبه هذا بثغر باسم

وعيونه تهمى كسحب همع

ويقول سوف أجيء بيتك في غد

ويمد نحو الطفل كف مودع

لهفي لطفل لايزال يعيش في

أمل بكف الحدثات مضعضع

ولقد يقول له الصغار بأنه

قد مات عنه أبوه قبل وما يعي

فيجيء يركض كي يسائل أمه

والنار منه تشب بين الأضلع

فتكذب الأم الحنون مقالهم

وتقول لاتجزع ولا تتفجع

ولكم يرى الأطفال مع آبائهم

متمتعين بهم وأي تمتع

يشرون ما تهواه نفسهم لهم

والطفل إن يأمر أباه يسمع

فيغار منهم ثم يركض خلفهم

لكنه إن يدن منهم يردع

فيظل يرمقهم بطرف دامع

ويعود عنهم في حشا متقطع

ويعود للصبر الجميل لأنه

ألف الشقا فبسعدهم لم يطمع

متذلل لم يدر علة ذله

أو سر وطأة بؤسه المتجمع

تعيا الرجال عن الخطوب وحملها

كيف احتمال الخطب للمترعرع

يرنو الأنام له بعين تعطف

لا في عيون تودد وتولع

حتى الكرام تلرى اليتيم لديهم

يبدو بلا سبب بقدر أوضع

ولقد تراه إلى يتيم جالسا

متفاهمين بروح ذل مخضع

متباعدين عن الصغار كأنما

حسباهم نسلا لجنس أرفع

أما إذا افترقا : فكل منهما

يدنو لهم خوف انفراد مفزع

لكن تراه كالغريب أمامهم

يرنو لهم كالسائح المتطلع

وإذا أراد الإشتراك بلعبهم

لم يلق منهم غير سب مقذع

ولكم يرى لعبا لدى مستودع

فيردد الزفرات للمستودع

لعب تمنى لو يطيق شرائها

ليعيد بهجة قلبه المتصدع

فيطوف في الأسواق ثم يعود في

قلب على اللعب الصغار موزع

ولربما ركب العصا دراجة

ليسد رغبته بوهم مقنع

ولقد تخيط الأم أثوابا له

فصلن من ثوبي أبيه الأروع

أو قصرتها من طويل قبائه

أوضيقتها من رداه الأوسع

يزهو الصغار بزاهيات ثيابهم

ويلوح ذا من برده بمرقع

ويروم أن يخفى حياه مكابرا

فيدير فيهم نظرة المترفع

يروي لهم ما حدثته أمه

عن برد والده العظيم الأورع

ويقول كان الثوب هذا خلعة

لأبي حباه بها مليك لوذعي

والصحب تهزأ فيه غير كئيبة

منه لقلب في الحياة ملوع

ليت الصغار جميعهم لم يعرفوا

آباءهم وربوا معا في مرضع

كي لا يصيب اليتم بعضا منهم

فيعيش عيشة بائس متسكع

ليت الصغار جميعهم لم يعرفوا

آباءهم وربوا معا في مرضع

كي لا يصيب اليتم بعضا منهم

فيعيش عيشة بائس متسكع

ما أرقها مشاعر اليتيم

وما أحوجه الي لطف ورعايه الناس ,, كل الناس

تسلم ايدك علي القصيده دوك أحمس

وبانتظار مزيدك

مااصعب ان يكون الانسان يتيم
اللهم اطل اعمار ابوينا وادم عليهم الصحه
وتسلم اديك يياحمد قصيده جميله

» بين يدي القدس .. لأحمد مطر