شعر : الملاك لا يموت ( مهداه لروح الشهيدة مروة ) - عادل فاروق
لملاك لا يموت
أمى
أنادى عليكِ
فَلِما الردُ
صدى صوتى
أمى
أحتاجُ أن تضمينى
إليكِ
فلما أنفاسُ الموتِ
حولى
و لما أرى فى المــرايا
وجه البؤسِِِِ
و لما السماءُ بلون الدمِ
تبكى
و الأرض تهتز نحيبًا
تحتى
و لما ينتحرُ بين يدَىْ
عطرُ الزهرٍِِ
و وجه أبى
أستعمره جيشُ الحزنِ
و شفاههُ فى كفنٍٍ
شاحبةُ اللونِ
أسمع صوتَ تمــزقِ
النبضِ
خارجاً من صدرهِِ
نازفاً صراخ ٍو ألمِ
يبحثُ عنكِ
فى ألبوماتِ الصورِ
و زوايا البيتِ
بين رائحةِ الطبخِ
و ثنايا القبلِ
بين جميع الثغور يبحثُ
عن ابتسامتـــك أنتِ
و هذا كتابك المفضلْ
مازال ساكناً
على المنضدةِ
فهل سيجـــدَكِ بين صفحاتهِ
ساجدةً تصلى ؟
على شاطىء البحرِ
أرى أبى
يتنسم عبيرك َ .. و يبكى ..
**********
فأينَ أنتِ.. أين أنتِ ؟
و لما كل هذا الوقتِ
تأخرت ِ ؟!
أرحلتِ !!! أبداً
لا تستحملين فراقى
و انا كذلكَ.. رمشكِ
أفديه ِ بحياتى
بسنوات عمرى القليلةِ
الماضيةْ ْ
و سنوات عمرى المجهولةِ
القادمةْ ْ
ببراءةِ طفولتى
و ضحكتى اليتيمةْ
**********
حـــــــــــائر ٌ أنــــا
فى متاهة ٍ ..أصغى
لكلمات ٍ مبهمةْ ْ
لا افهمها
جلطات ٌ تلك الكلماتُ
فى ذهنى
فلـِــمَ غيروا اسمك يا أمى
لـــِــمَ يطلقون عليك شهيــــــــــــدة ْ ؟
و انا لم اسمع من قبلِ
أحدا ً يناديك ِ بهذا؟ !!
طعــــــناتٌ
خنجرٌ غادرُ
مســخ ٌقاتـــلٌ
ما كل هذا ؟؟؟
***********
تذكرينَ يا أمى
اشتقـــت ُ يومــــــــــــاً
للعبة ٍ بلاستيكيةْْ
على شكل بندقيــةْ
و انت وقتها
رفضتِ
"فالعنف يولد حتى
لو كانت الطلقات ُ مائيةْ"
و اشتريتى لى زهرةً
وآنيـــــةْ
كم رحيم قلبك الشفافْ
و روحك مدينة ملائكيةْْ
طاهرة ٌ يا أمى
بحجابك انت ِ غنيةٌ
أبيةْ
و كلمات القرآن ِ على ثغركِ
أنوارٌ إلهيةْ ْ
رغم ظلمة العالمْ
قلبك شمعةْ
و حجابك قنديلٌ
ينيران العالم سويْا
*************
تزاحمت الأصواتُ
فى سمعى
و غاب صوتكِ
إمتزجت الوجوه أمامى
و لم اميز وجهكِ
أتمارسين معى
لعبة " الإستغماء ِ " ؟
كم مرة يا أمى وجَدتـُـكِ
فهل سأجدكِ هذه المـــرةْ ْ !!
*************
على الباب واقفٌ
منتظرْ
فلا تتأخرى يا أمى
فهيا نتشارك الضحكَ
و اللعبَ
و الغمزاتِ
و أمسكينى بيديكِِ
بقوةْ
و دورى حول نفسكِ
لأطير فى الهــــــــــــــــواءْْ
لا أخشى السقوطَ
و كيف اخشـــــــــــــــــــاهْ ؟
وأنتِ حارسى
ملاك خلقَ
من روح الإلهْ
7/7/2009