يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير |
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار |
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار |
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار |
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟! |
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟! |
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟! |
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار |
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار |
ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟" |
أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون |
كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك |
قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك |
بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي |
والصغار على الملاعب يسقطون |
بالأمس كانوا هنا.. |
كالحمائم في الفضاء يحلقون |
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا |
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا |
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى |
مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى |
مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى.. |
بغداد يا بلد الرشيد.. |
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد |
بين ارتحال الليل و الصبح المجنح |
لحظتان .. موت و عيد |
مابين أشلاء الشهيد يهتز |
عرش الكون في صوت الوليد |
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل |
لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل |
طفل صغير..ذاب عشقا في العراق |
كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ.. |
بعض الشعر والأوراق |
حصالة فيها قروش..من بقايا العيد.. |
دمع جامد يخفيه في الأحداق |
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد.. |
وانساب مثل الضوء في الأعماق |
يتعانق الطفل الصغير مع التراب.. |
يطول بينهما العناق |
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه.. |
يذوب الصوت في دمه المراق |
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود |
يصيح في ألم : فراق |
والطفل يهمس في آسى: |
اشتاق يا بغداد تمرك في فمي.. |
من قال إن النفط أغلى من دمي |
بغداد لا .. لا تتألمي.. |
مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي |
فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي |
مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي |
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي |
فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي |
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ |
بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي |
من قال إن النفط أغلى من دمي؟! |